قصة القمر الصناعي الكويتي “كويت سات “
جريدة تعليم
قصة جميلة تلك التي يجسدها المشروع الوطني للقمر الاصطناعي الكويتي الأول، عمل فيها أبطال ومخرجــــون ومنتجــون بديناميكية تامة، مجسدين طموحا وطنيا بدأ ولن ينتهي.
شباب الكويت كانوا أبطال القصة، ومخرجوها ومنتجوها أقسام عدة بكليتي الهندسة والعلوم مع شركاء من مؤسسات الدولة كالهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات ومعهد الكويت للأبحاث العملية والهيئة العامة للبيئة، وبدعم كلي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
«كونا» رصدت تفاصيل القصة نقلا عن مديرة المشروع د ..هالة الجسار، ففي الصحراء غربي الكويت ومنذ ما يقارب الأعوام العشرة كانت مجموعة من طلبة قسم الفيزياء بكلية العلوم – جامعة الكويت منغمسة في جمع البيانات من أجهزة محطات أرضية تابعة لمشروع علمي يجري بالتعاون بين الجامعة ووكالة ناسا، هو مشروع ناسا للقمر الاصطناعي «سماب» وبدعم كلي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
كان العمل على أشده والطلبة منهمكون في مقارنة بيانات القمر «سماب» مع قراءات المحطات الأرضية والأقمار الأخرى للتحقق من صحتها ومن دقة النماذج الفيزيائية التي يستخرج منها بيانات متعددة مثل نسبة الرطوبة، وهو ما كانوا بارعين فيه بشكل لافت بحسب عضو هيئة التدريس بقسم الفيزياء ومديرة المشروع د.هالة الجسار. ويقتضي العمل في مشروع «سماب» الاجتماع مع الفريق العلمي لـ «ناسا» قبل إطلاق القمر وبعده، كما يجتمع كل المشاركين فيه بشكل دوري مع الفريق العلمي لمختبر JPL التابع لناسا وخلال ذلك، وبينما كانت الجسار تتابع أداء طلبتها استوقفها تساؤل مباغت ومؤثر: «لماذا لا نقوم بهذا العمل على قمر كويتي؟!».
نفذ تساؤل هؤلاء الطلبة ذوي الحس الوطني إلى قلب اهتمام الجسار فضمت حلم طلبتها إلى أجندة أهدافها التي حددتها منذ الصغر، وقررت اتخاذ خطوات إجرائية للعمل على ذلك، فبدأت بتحديد ماهية القمر الأول المزمع العمل على إطلاقه، واختارت أن يكون تعليميا من تلك النوعية الصغيرة التي تسمى نانومترية ويتراوح وزن الواحد منها بين كيلوغرام واحد و10 كيلوغرامات وتكلفته أقل من تكلفة الأقمار الكبيرة، ورغم ذلك يتحمل مجسات وأجهزة قياس بيانات أو تصوير بكفاءة تضارعها.
وبدأت بمعية زملائها من أقسام كليتي العلوم والهندسة في 2018 أولى خطوات تنفيذ تلك الرغبة الوطنية فسارعت بعد انتهاء المشروع الذي كانت تعمل عليه الجامعة بالتعاون مع المؤسسة و«ناسا» بتقديم فكرة المشروع الوطني الوليد إلى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ليكون مشروعا تعليميا لبناء قدرات الطلبة.
ولم تتوان المؤسسة في النظر إلى الفكرة بعين الجد فعرضت المشروع على محكمين خارجيين، ثم ما لبثت أن قبلت دعمه ماليا بشكل كلي بما في ذلك الإطلاق وتدريب الطلبة داخل الكويت وخارجها ليدخل في أكتوبر 2019 حيز التنفيذ بالإعلان عن قبول دفعة من الطلبة للعمل به على أمل الانتهاء منه خلال 3 سنوات.
لاقى الإعلان آذانا عطشى للعمل الوطني فتقدم له أكثر من 200 طالب، وتم اختيار مجموعة منهم باعتبارهم «أعلى الكفاءات الكويتية وخيرة شباب الكويت» بحسب وصف الجسار تبعه في 2021 إعلان ثان عن قبول دفعة ثانية فتقدم ما يزيد على 130 طالبا ووقع الاختيار على نحو 45 منهم من تخصصات كليتي الهندسة والعلوم.