تربويون:يجب إعادة النظر في التقويم الدراسي

جريدة تعليم
أكد عدد من التربويين أن إطالة عطلة نصف العام الدراسي عن الحد المعقول ينعكس سلبا على الطلبة بل يعتبر جريمة بحقهم خاصة أننا لازلنا نعاني من مشكلة الفاقد التعليمي، مشيرين إلى ان إطالة عطلة نصف السنة تعطي تأثيرا سلبيا لعقليات الطلبة بحيث يتعطل الطالب تعطلا جزئيا وخصوصا في التعليم ومهارات التفكير.

وقالوا لـ «الأنباء» ان العطلة وصلت في رياض الأطفال لشهرين، والابتدائي لشهر ونصف الشهر، وباقي المراحل شهر وهي عطلة الهدر الزمني المدرسي، منوهين إلى ان بذلك لا توجد مخرجات ولا تأسيس دراسي.

وطالبوا بضرورة إعادة النظر في التقويم الدراسي وتعديل المناهج لتتناسب مع مدة الفترة الدراسية، مشيرين إلى ان فصل طلاب الثاني عشر عن باقي المراحل في الاختبارات أمر فيه خطأ كبير ومن الأفضل أن تكون جميع الاختبارات بوقت واحد دون فصل، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قال المدير المساعد في ثانوية أحمد العدواني وعضو جمعية المعلمين عبدالله العنزي ان طول عطلة نصف السنة يترك تأثيرا سلبيا لعقليات الطلبة بحيث يتعطل الطالب تعطلا جزئيا وخصوصا في التعلم ومهارات التفكير، وبالتالي لا يستطيع ممارسة جانب التفكير والبحث العلمي المعرفي مما يؤدي إلى الكسل في الاستعداد للفصل الدراسي الثاني، مشيرا إلى اننا نطمح دائما إلى تثبيت إجازة ما بعد اختبارات الفترة الأولى ان تكون إجازة راحة واستجمام لكل من الطالب وولي الأمر بحيث يستطيع أخذ قسط من الراحة والاستمتاع في أجواء الربيع ونهاية الشتاء ولمدة أسبوع فقط وبدأ الفصل الدراسي الثاني لوجود قصر في الوقت دائما بهذا الفصل.

وأضاف العنزي ان الكثير من الطلبة بالفصل الدارسي الثاني ومن كثر المنهج وقصر الوقت الدراسي يشعرون بأن المنهج يتسارع بالاندفاع عليهم وهم يشعرون بأن الفصل للتو بدأ وهذا له تأثير سلبي، لافتا إلى ان الحل بسيط جدا نعلم علم اليقين أن العطل ثابتة تقريبا فلذلك يفضل أن يبدأ الفصل الدراسي الثاني بنهاية شهر يناير ويكفي الطالب أسبوع فقط ليجدد نشاطه.

وأوضح ان المطلوب من أبنائنا الطلبة بهذه الفترة هو التركيز على كل ما هو نافع لهم وممارسة الهوايات الصحية كالرياضة وكذلك التركيز على هدف يساعده على بناء عقل سليم وهادف للتعليم مثل مراكز التدريب الترفيهي وعدم الاندفاع نحو ما هو خاطئ لعقله مثل الألعاب الإلكترونية فقط.

ربط الاختبارات

من جانبه، قال مدير مدرسة أبوتمام المتوسطة بنين نايف علي الفرس إن أسباب طول فترة الإجازة في منتصف العام الدراسي تتلخص في ربط اختبارات الصف الثاني عشر مع باقي صفوف النقل، وذلك لتوفير كوادر عاملة للجان اختبارات الصف الثاني عشر من المرحلتين المتوسطة والابتدائية، مشيرا إلى ان هذا يستلزم الانتهاء من المقرر الدراسي في مطلع شهر ديسمبر مع تقليل ساعات الدراسة والتحصيل العلمي للمتعلمين إلى شهرين ونصف فقط خلال الفصل الدراسي الأول وكذلك تكليف معلمي المرحلتين المتوسط والابتدائية بأعمال خارج مهام عملهم أثناء وبعد الفصل الدراسي.

ووضع الفرس عدة حلول لمعالجة هذا الأمر منها الاعتماد على كوادر المرحلة الثانوية فقط في لجان المرحلة الثانوية والاستعانة بموظفي المنطقة التعليمية والوزارة في المهام الإدارية كتوصيل الاختبارات والتصوير وغيرها من المهام، مؤكدا أهمية تعديل المناهج الدراسية لتتناسب مع مدة الفترة الدراسية بعد التمديد والتي يجب ألا تقل عن 3 أشهر ونصف لكل فصل دراسي.

عطلة الهدر الزمني

من جهتها، قالت المراقبة السابقة لرياض الأطفال بمنطقة مبارك الكبير التعليمية سمر العماني ان مسمى عطلة نصف السنه (عطلة 15) انتهى، حيث وصلت العطلة لرياض الأطفال لشهرين والابتدائي لشهر ونصف الشهر وباقي المراحل لشهر وهي عطلة الهدر الزمني المدرسي، مشيرة إلى انه لا توجد مخرجات ولا تأسيس دراسي.

وطالبت العماني بضرورة إعادة النظر في التقويم الدراسي الذي لا يطابق أرض الواقع، لاسيما ان طول الإجازة للطالب يوضح ان هناك الكثير من الأيام المهدرة التي لم يستفد منها الطلاب، وبالتالي عدم حصول الطلاب على فترات مناسبة للتحصيل العلمي، مبينة ان بإطالة العطلة يتراجع مستوى تحصيل الطلاب بسبب انقطاع التعليم النظامي، والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان بعض المهارات الأكاديمية والمعرفية. ويعود الطالب على الكسل. وذكرت ان بسبب طول الإجازة يتجه غالبية الطلاب والطالبات إلى السهر ليلا والنوم نهارا، وبعد بداية الدراسة يحتاج الجميع إلى وقت للتأقلم مع البرنامج الدراسي داعية التقيد والالتزام بالقرار رقم 1 وعدم الركض بالمناهج وتأسيس الطلبة والمراجعة لهم بدل الدروس الخصوصية وكفانا بطالة لأن المخرجات ضعيفة.

جريمة بحق الطلاب

من جانبه، قال المدير المساعد بثانوية الصباحية للبنين عايض السبيعي ان ما يحدث في التقويم الدارسي من طول إجازة عطلة نصف السنة جريمة بحق الطلاب وخاصة في المرحلة الابتدائية.

وتساءل: هل من المعقول ان عطلة نصف العام أو ما نسميها بعطلة الربيع تستمر أكثر من شهر؟! مشيرا إلى ان السبب الحقيقي في هذا الأمر يعود لفصل طلاب الثاني عشر عن باقي المراحل في الاختبارات وهذا أمر فيه خطأ كبير، فلماذا لا تكون امتحانات المرحلة الثانوية جميعها بوقت واحد دون الفصل.

وأكد ان طول الإجازة أثر تأثيرا سلبيا على الطلاب في عدة أمور منها التحصيل العلمي والمخزون التحصيلي، ولقد كان لنا في أزمة كورونا خير دليل على ان طول فترة الانقطاع عن المقاعد الدراسية له أثر سلبي كبير جدا، فلازلنا نعاني من الفاقد التعليمي، متمنيا ان تكون هناك وقفة جادة لهذا الأمر ويكون هناك تشكيل لجنة من قبل وزارة التربية لوضع حلول ومعالجة الآثار السلبية ودارسة شاملة لهذا الأمر.

أما المعلم خلف ناصر فقد أكد ضرورة إعادة النظر بالتقويم الدراسي والالتزام به وبشكل رسمي، مبينا ان ما يحصل في الفصل الأول هو ضغط على الطالب للإسراع في الانتهاء من المنهج وهذا يدفع ثمنه الطلبة من خلال تحصيلهم العلمي الذي سيكون ناقصا وغير مكتمل.

وأضاف ان إطالة عطلة الربيع بهذه الطريقة والبدء فيها قبل بدايتها بشهرين وشهر ونصف الشهر، وشهر أمر مؤلم وينعكس سلبا على الطلبة.

قد يعجبك ايضا